الأدب والشعر

جود و جوري والحديقة المنسية

جود و جوري والحديقة المنسية

في قلب مدينة مزدحمة، متداخلة بين ناطحات السحاب الشاهقة والشوارع المزدحمة، كانت تقع حديقة مهملة. بينما كانت ذات مرة حية ونابضة بالحياة، لقد عانت من الإهمال عبر السنين، حيث اختفى جمالها وسط تقادم الزمن.

قليلون هم الذين يتذكرون وجود الحديقة، وحتى أقل هُم الذين يغامرون بالدخول إلى مساراتها المتشعبة. ولكن في يوم من الأيام، وجدت فتاة صغيرة تُدعى جوري مدخلها المخفي أثناء استكشافها لشوارع المدينة على حِذاء تَزَلُّجٍ كانت ترتديه.

استُثير فضول جوري برؤية لون الحديقة الأخضر وسط البنايات المحيطة، فدفعت الباب عبر الأشجار المتشابكة ودخلت الى الحديقة المنسية. وجدت نفسها أمام مشهد من الألوان والروائح، حيث ازدهرت في تحدٍ للإهمال الذي ألم بهذه الحديقة.

بينما كانت جوري تتجول داخل الحديقة، اكتشفت مقعدًا متهالكًا تحت غطاء من الأشجار. جلست هناك، مسحورة بالسكينة التي أحاطت بها. هنا، وسط فوضى المدينة، وجدت جوري الراحة في جمال الحديقة المنسية.

تحولت الأيام إلى أسابيع، وعادت جوري إلى الحديقة مرارًا وتكرارًا. جلبت معها قنينة ري صغيرة وأدوات زراعة، مصممة على اعادة الحديقة إلى رونقها السابق.

وفي يوم من الأيام، دخلت فتاة أخرى تُدعى جود الى نفس الحديقة التي كانت تعتني بها جوري، كانت جود تتعلم العزف على الغيتار. كانت تأتي إلى الحديقة المنسية كل يوم لتمارس عزفها هناك، ولتشعر بالهدوء والسكينة بين أشجارها النامية، لكنها كانت تأتي في الصباح الباكر حيث لم تعتد على الإلتقاء بأي احد في تلك الحديقة المهجورة. كانت جود ايضا تهتم بهذه الحديقة، مما جعل الحديقة تزدان بسرعة. وفي يوم من الأيام أحست جود بتغير جميل يطرأ على الحديقة، فعرفت ان هناك أحد يرتاد الموقع فقررت ان تراقبه وتلتقي بذلك الشخص.

إقرأ أيضا:القصائد الشعرية

مع كل يوم يمر، أسفرت جهود جوري و جود عن ثمارها. فقصتا الأشجار الكبيرة المشعبة الأغصان، وأزالتا الحشائش، ورعتا الزهور الهشة لتعود إلى الحياة. ببطء وجد، بدأت الحديقة المنسية في الازدهار مرة أخرى.

 انتشرت قصة جود وجوري ومسعاهما في جميع أنحاء المدينة، وسرعان ما جاء الناس من كل مكان لزيارة الحديقة. تعجبوا من تحولها ووجدوا ملجأً من صخب الحياة داخل حدودها الهادئة.

ولكنهما عرفتا أن عملهما لم ينته بعد. مع مساعدة أصدقائهما الجدد، شرعتا في مهمة لتوسيع الحديقة، زراعة الأشجار، وبناء الممرات، وإنشاء أماكن للناس للتجمع والتواصل مع الطبيعة.

مرت السنين، وازدهرت الحديقة المنسية إلى واحة مزدهرة في قلب المدينة. أصبحت مكانًا للفرح والإلهام، حيث جاء الناس للهروب من ضغوط الحياة اليومية وإعادة الاتصال بجمال العالم الطبيعي.

إقرأ أيضا:زرياب: رائد الموضة والموسيقى

وعلى الرغم من أن جود و جوري كبرتا واصبحتا في الجامعة، إلا انهما غالبا نا مانتا تلتقيان في تلك الحديقة وبذلك إن إرثها استمر في الحديقة التي أعادتا إحياءها بحب. ما دامت الزهور تزهر والأشجار تتراقص في الرياح اللطيفة، فإن روحهما ستظل تسكن داخل الحديقة، تذكر كل من يزورها بقوة الأمل والإصرار وجمال الطبيعة الدائم.

السابق
القطط
التالي
التوازن بين الدراسة والاستمتاع بالوقت: مفتاح النجاح والتحقيق في السعادة

اترك تعليقاً